Page 45 - web
P. 45
فهذه التطورات المفصلية التي تطبع التهديدات الإرهابية السياق ،عرفت سنة 2023ارتفاًًعا ملحوً ًظا في معدل العمليات
ISSUE No. 448 المحدقة ببلادنا ،فرضت على المصالح الأمنية المغربية تكثيف الإرهابية على المستوى الدولي ،مع اتساع نطاقها الجغرافي في
الجهود لتحصين المغرب ضد محاولات تحويله إلى نقطة انطلاق العديد من مناطق القارة الإفريقية .فقد تم تسجيل تصاعد
وعبور نحو المناطق الساخنة بدول إفريقيا جنوب الصحراء، أنشطة فروع «القاعدة» و«داعش» ،في كل من مالي والنيجر
خاصة بالنسبة للمتطوعين الذين يرغبون في العبور بًًرا في اتجاه
وبوركينا فاسو ،كما شهدت بدورها منطقة القرن الإفريقي وكذا
الجنوب ،والتسلل بعدها إلى النيجر ،والذين يتم التكفل بهم غرب إفريقيا (تشاد ونيجيريا والكامرون) تنامي العمليات الإرهابية
من طرف تنظيم «داعش» ،أو المتطوعين بالساحة الصومالية التي ترتكبها الأقطاب الإرهابية بالمنطقة.
الذين يتوجهون إلى إثيوبيا ومنها يتسللون إلى الصومال عن طريق أما بخصوص المغرب ،فلا يمكن فصل مخاطر التهديد
شبكات التهريب الموالية لتنظيم «داعش» بالقرن الإفريقي، الإرهابي عن التطورات الحاصلة في محيطه الإقليمي والقاري.
أو بالنسبة للمقاتلين الذين اختاروا السفر مباشرة إلى تركيا ثم فالإستراتيجية التي تبناها مؤخر«ا تنظيم داعش والقاعدة ،والتي
استكمال الرحلة بعدها إلى البؤرة الافريقية المتوترة. تراهن على جعل معاقلهما الجديدة بالقارة الإفريقية محطة
ومما يزيد من صعوبة التصدي للموجات الحالية لهؤلاء جذب «للمقاتلين» من كل أنحاء العالم ،دفعت بالعديد من
تنظيم «داعش» المثمًا ًلقاتتليجانوزالالقاطرصدقي الن اكللاساسيحةكيالةإ افلرتييقياةع،تمهدو أهان منطقة إلإيىذااًًلناالتباحناخقرابطمهعمسكرماستتالقبقًات ًلالففيي المتطرفين المغاربة
سابًًقا ،والمرتكزة عمليات الساحل والصومال،
أسا ًًسا على خلايا وشبكات استقطاب وتسفير المتطوعين .فقد
إرهابية ضد المغرب.
أثبتت التحريات المنجزة عقب التحاق بعض المتطوعين المغاربة وقد أعلنت هذه التنظيمات الإرهابية عن استراتيجيتها الجديدة
بأماكن القتال ،أن تنظيم «داعش» بات يعتمد على المنصات للاستقطاب والتجنيد ،من خلال العديد من الدعوات التي أطلقها
الرقمية من أجل تأمين الاتصال وتمويل رحلات السفر لكل من قياديوها لأتباعهم من أجل الالتحاق بمعسكرات القتال بالقارة
يرغب في الالتحاق بإحدى البؤر الإفريقية التي تنشط فيها فروعه الإفريقية.
الجهوية.
الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر..الخطر الداهم
لقد أفرز المنحى المتصاعد نحو «عالم بدون حدود» ،بروز العديد
من التحديات والتهديدات الأمنية العابرة للحدود الوطنية ،التي
تقوض الأمن والاستقرار العالمي ،خصوًًصا جرائم الفساد المالي
وغسل الأموال ،والاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات
العقلية ،والجريمة السيبرانية ،والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر،
وشبكات تزوير وتزييف سندات الهوية ووثائق السفر التي تشكل
قاعدة خلفية للدعم والإسناد لعصابات الإجرام المنظم.
وقد آثرنا التركيز على مخاطر شبكات الهجرة غير النظامية،
بالنظر إلى تهديداتها المعقدة ،التي يتداخل فيها البعد القانوني
والإنساني ،وتترتب عليها معضلات مجتمعية وتهديدات أمنية
خطيرة تتجاوز الحدود الوطنية للدول.
فبالنسبة لإشكالية الهجرة غير الشرعية ،يطرح الموقع الجيو
استراتيجي للمملكة المغربية ،باعتبارها نقطة تواصل بين افريقيا
وأوروبا ،العديد من التحديات والتهديدات الأمنية ،خصوًًصا على
مستوى تأمين مراكز الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية
والاتجار بالبشر.
ومن بين التهديدات الخطيرة التي أضحت تواجهها مصالح الأمن
المغربية في الآونة الأخيرة ،هي ظاهرة تدفق المهاجرين غير
الشرعيين بشكل جماعي ومنظم ومحاولتهم الاقتحام العنيف
45